ل الشتاء هو آية من آيات الله عز وجل فهو يذكرنا بالزمهرير-أعاذنا الله منه- وهو أيضاً نعمة من الله بعد صيفٍ مضني ومتعب.
إن فصل الشتاء فرصة لعباد الله لأتقياء ، فنهاره قصير وليله طويل ، قصيرٌ للصوم وطويلٌ للقيام والصلاة ، وفي الشتاء يكون الأجر أكبر وأكثر ، فالمؤمن يترك دفء الفراش ليصلي بالليل ويخرج من بيته الدافئ إلى صلاة الفجر في جوٍ باردٍ وماطر يبتغي فضل الله ورضاه.
يحرص الناس في فصل الشتاء على تدفئة بيوتهم وأجسادهم بمختلف الملابس وقد ينسى البعض أن الدفء الحقيقي هو دفء القلب بطاعة الله ومرضاته ، كم نحرص كل الحرص على أخذ الحيطة والحذر من آثار البرد المؤلمة وننسى أخذ الحيطة والحذر من عذاب الله وأهوال يوم القيامة .
الشتاء فرصة للتلذذ بعبادة الله، وتطويع النفس وإرغامها على فعل العبادات في ظروف باردة جداً وصعبة، ومن عود نفسه على طاعة الله في ظروف قاسية كتلك هانت عليه صغائر الأمور.
الشتاء فرصة لمجاهدة النفس الأمارة بالسوء ، وتطويعها لطاعة الله ، وكم يجد المؤمن من حلاوة للأيمان عندما يسبغ الضوء في البرد الشديد مرضاة لله ، وعندما يمشي وبصحبته رياح باردة مؤلمه إلى بيت الله لصلي فرضه ويرضي ربه ، أنها لذة لا يعادلها لذة ورب الكعبة.
الشتاء تذكرة للمؤمنين بان هناك أخوة لنا يعيشون البرد والجوع الخوف، ونحن ننعم بالدفء والشبع والأمن في أوطاننا وفي بيوتنا.
لنجعل من يوم الشتاء صيام ومن ليله قيام ونتفكر ونتذكر أحوال أخوتنا الفقراء، وندعو الله لنا ولهم حسن الخاتمة والفوز بالجنة