samir2007 المدير العام
عدد الرسائل : 220 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 03/02/2007
| موضوع: وداعـا السبت سبتمبر 29, 2007 9:00 pm | |
| وداعـا
مع نافذة غرفتي الصغيرة أتأمل منظر الشمس وهي تغيب خلف ألسنة المغيب وكأنها تودعني مثل كل يوم وإن أتأمل فيها وهي تداعب ألسنة المغيب تختفي ببطء شديد وكأنها على استحياء كم هو رائع هذا المنظر وكم هو جميل ومع غيابها أستعد للخروج كما جرت العادة مثل كل يوم أخرج من باب الغرفة الصغير الذي كان ولا يزال شاهدا علي وعلى ما كنت أفعل أسير في وسط الممر المؤدي للدرج ألتمس بأطراف أصابعي الجدار وأنا أنزل خطوات الدرج درجة درجة أعدها وكأن المسافة بين كل درجة شهر أو سنة كم كانت شاهدة علي وأنا أقفز من فوقها وكأنني ألتهمها من شدة ولهي وعجلي فجأة لا أحس بنفسي إلا وأنا أمام المدخل الرئيسي تتثاقل خطاي وكأنني لا أستطيع المشي أستجمع قواي وأعيد ثقتي بنفسي أخرج وكأنني أريد أن أحرر نفسي من شيء يتشبث بي لا يريد مني الخروج أسير إلى الطريق وأممد خطواتي أشاهد وأتأمل أوجه المارة منهم من تشاهد الحزن في عينيه وهو يخفيه بابتسامات ساخرة ومنهم من تشاهده لا يكترث من أمر ما هو عليه ومنهم من تشاهد أعباء الدنيا واضحة على وجهه وجسمه تحاول الدموع أن تسقط ولكني أعيد ثقتي بنفسي وأتذكر أن هذه الدنيا زائفة زائلة أكمل سيري بعد أن استجمعت قواي أشاهد محل لبيع الورد أقف أمامه وأتأمل الأزهار والورود وأدرك أن هناك أملا في الدنيا مهما بلغ منا الهم والشقاء وأشاهد تلك الزهرة الحمراء وأعود وأتذكر أيامي الجميلة أيامي الرائعة تعلو على فمي ابتسامة لا أحد يستطيع أن يفسرها إلا نفسي وأفكاري أسير ببطء شديد من أما المحل وكأنني أودع هذه الأزهار والورود أودعها على أمل أن نلتقي في يوم آخر أسير باتجاه تلك الحديقة والتي بدا وكأن دهرا مر عليها أشاهد أشجارها التي أماتها الزمن والأحداث أصل إلى مدخل الحديقة وأول ما لفت نظري ذلك الكرسي التي غطته أوراق الأشجار أسير إليه وأبعد الأوراق بيدي وأجلس عليه مسترخي مغمض عيناي وإذا بذاك الصوت الذي ينطق باسمي أفتح عيناي على عجل والتفت يمينا ويسارا باحثا عن من نطق باسمي وأدرك أنه صوت مخيلتي التي بين حين وآخر تنطق باسمي بنبرات ذاك الصوت الجميل أو اللحن الرائع صوت من أحببت ومن لن أنساها ما دامت بي الروح وأسترجع لبرهة من الزمن كيف كنا نلتقي في هذا المكان وكم كان هذا المقعد شاهدا علينا أنا وهي وكم كانت هذه الحديقة التي كانت مغطاة بالورود والأزهار ذات الألوان الرائعة والأشجار الخضراء ذات الظل الجميل التي تأتي منها نسمات الهواء الباردة أروع مكان نلتقي فيه فكنا نجلس وكلا منا ينظر في عيني الآخر وينطق بأحلى الكلام وكنا نراقب أنا وهي منظر الغروب ونحن بأحضان بعضنا البعض ونحن جالسين على هذا الكرسي ولكن كان هذا من زمن بعيد كانت في هذا الوقت من أروع الأوقات أما الآن فلم يعد من ذاك الزمن شيء لأنها رحلت.. رحلت ولن تعود أبدا فكم تمنيت أن تكون بقربي وأنا في هذا المكان الذي جمعنا معا في هذه الحديقة في هذا المنظر للغروب على هذا الكرسي لكن ليت التمني يفيد فوداعا لتلك الأيام وداعا أيتها الحديقة وداعا أيها الغروب وداعا أيتها الحياة وداعا أيتها الدنيا وداعا... وداعا
العاشق المجروح | |
|