قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى

منتديات السبيل ترحب بكم
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المرأة والعمل

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
hasnaa
مشرفة منتديات السبيل الاسلامية
مشرفة منتديات السبيل الاسلامية



عدد الرسائل : 49
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 12/02/2007

المرأة والعمل Empty
مُساهمةموضوع: المرأة والعمل   المرأة والعمل Icon_minitimeالخميس مارس 01, 2007 4:39 am


الحبيب المرشد عبد السلام ياسين، 2007-02-20


كتب الله جل شأنه على هذا الإنسان الراحل في الدنيا أن يسير على طريق محفوفٍ بالكبَد، وهو المشقة، مشروطٍ بالكَدْح، وهو السعي والعَنَاء. من جملة كبده وكدحه اضطرارُه للعمل كي يكسِب قوته وقوت عياله في عالم يقبض الله فيه الرزق ويبسُط،ويتظالم العبادُ ويتشاحُّون حتى يكونُ فيهم الباذخ المترَف والمُعدم المنَكَّبُ بخصاصته. من تظالم العباد وتشاحُحِهم أن تُضطر المرأة للعمل خارج بيتها عملا يشغلها عن وظيفتها الفطرية الجليلة.

أجلُّ عملٍ وأعظم كسب ما عم نفعُه وامتد خيره ودامت إفاضاته.ويموت المرء والمرأة الصالحان فيبقى من كسبهما ما يُدِرّ البركات عليهما وعلى الناس، تطيب بغرسه حياتهما في الدار الآخرة، وتطيب بما زرعاه حياةُ الخلق هنا من بعدهما.ذلك إذا أنجبا ذرية صالحة موصولة الفطرة سليمةً حنيفةً بما رعَيا وربَّيَا. قال الله تعالى عن الإنسان المسلم: "حتى إذا بلغ أشدَّه وبلغ أربعين سنة قال: ربِّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي. إني تبت إليك وإني من المسلمين".[1]




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عملُه إلا من ثلاثة: صدقةٍ جاريَةٍ، أو عِلْمٍ يُنتفَعُ به، أو وَلَدٍ صالح يدعو له". رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه.

فإذا كان هذا الولدُ، ذكرا و أنثى، من العلم والصلاح وبذل الخير بحيث يجمع الخصال الثلاث كان دعاؤه لوالديه أرْجى، وكانت عائدتُه عليهما أبركَ. وقد أمر الله عز وجل الولد الصالح، ذكرا أو أنثى، أن يدعُوَ لوالديْه، بعد أن أوصاه بهما تلك الوصية البالغة ليُرِيَهُما أيةُ مكانة يجب أن يُحِلَّهما من بِرّه ووفائه ورفقه.قال جل وعلا: "وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه، وبالوالدين إحسانا. إما يبلغَنّ عندك الكِبَرَ أحدُهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما. وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا".[2]



تعود إليهما تلك الرحمة التي أحاطا بها الصبي والطفـل واليافع رحمة تُستَمْطَرُ على قبرهما بعد أن يكلأَهُما بِرُّ المولود المحفوظِ الفطرةِ برعايتهما. "ارحمهما كما ربياني" التربية المجدولة الطرفين،بل المثَلَّثَةُ الأطراف: تربية الجسم بما يليق من غذاء وكساء، وتربيةِ الروح بالحفاظ على سلامة الفطرة، وتربية العقل والمهارة ليكون المولود كاسبا عاملا لا عالة على الناس.

وللأم القَدْرُ الأوفر من بر مولودها بما عمِلَت وتحملت من كبد وكدح مضاعفين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل سأله: من أحق الناس بصحابتي؟ هذه الوصية الفاصلة: "أمُّك!". قال الرجل: ثم من؟ قال: "أمك!". قال: ثم من؟ قال: "أمك!". قال: ثم من؟ قال: "أبوك". رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه.



ويشيخ الوالدان ويعجِزانِ عن الكسب فيتعيَّن على المولود الجهادُ الشفيق للعناية بهما. فرضاً مفروضاً لا تبرعا اختياريا. ولا خلافَ من أحد من الفقهاء في وجوب النفقة على الوالدين العاجزين، يؤديها المولود طوعا واعترافا وشكرا، وإلا يرغمه عليها السلطان في الدنيا، ويَبوءُ في الآخر بإثم العاقين. وعقوق الوالدين من الكبائر الموبقات. نعوذ بالله.

هكذا يَحوطُ الأمَّ في المجمع الإسلامي السويِّ، ويَصونُها عن الابتذال في الخروج للكسب،فرضان: فرضُ النفقة الواجبة على الزوج،وفرضُ البر الواجب المحتم على الأولاد. وهي قبل زواجها و ترملها في كفالة والدها فرضاً واجبا، لاَ مِنْحَةً أبوية تطوعية. وانظر كيف يحث الشارع على البر بالبنات في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يومَ القيامة أنا وهو" وضم أصابعه. رواه مسلم والترمذي عن أنس رضي الله عنه.



صيانةٌ أخرى ورعاية إضافية تحنو على المسلمة لتتفرغ من أعباء الكسب خارج بيتها وتوظف في سعادة ساكنيه البِشرَ والعطاء والرحمة. ذلك ما ندب إليه الشارع وأكد عليه.
فمن حيث التَفَتْنَا إلى فرائض الشرع ومستحباته نجد كل ما يوجه المسلمة المومنة إلى وظيفتها الجليلة الأساسية، وما يفرغها من الهموم المادية.
ومن حيث التفتنا إلى واقع المسلمين،خاصة في عصور الاستهلاكية المتباينةِ فيها المكاسبُ تباينا فاحشا المتفشي فيها الفقرُ والبطالة إلى جانب الترف والتبذير، نجد ما يُؤلِمُ القلب ويحزن النفس. الضرورة تدفع نساء المسلمين المستضعفين للكسب خارج البيت. ومُجاراة الأوضاع العالمية والموضات الجاهلية تدفع الأخريات لامتهان وظائف تستهلك المرأة في غير ما خلقت له. وتتفكك الأسرة، ويهيم مجتمع المسلمين في درب الانحلال الأسروي الذي بلغ مداه في المجتمعات الغربية المصنعة الصاخبة المنحلة.



إن كان مطروحا على المومنة الاختيارُ بين الدنيا والآخرة،بين حياة الفطرة وحياة الاستهلاك، على مستوى الخطاب القرآني الشرعي، فإن الواقع يخاطبها بلغة الحاجة، ولغة التنافس، ولغة الفاقة، ولغة "كرامة المرأة العاملة"، ولغة الاستقلال الاقتصادي.

الواقع في بلاد المسلمين مُرٌّ عفِنٌ. وما يريده الإسلاميون للمرأة طويل المنال. لا يمكن أن نغير الواقع بين عشية وضحاها.وإنَّ وَمَضاتِ اليراعِ، وخفقاتِ الأمل الراجي للخلافة الثانية لن تلبث أن تصطدم غداً القريب بإذن الله بالحقائق الصلبة. لُب هذه الحقائق الظلْمُ الاجتماعي الناتج عن التسلط السياسي. والمرأة المضطرة للكسب خارج بيتها من أعمال لم تُخلق لها هي المظلوم الأضعف. وإنصافُها من الأوْلويات.



إن أمةً مشكلتها الحياتية الأولى هي الخروج من رِبقة التخلف لجديـرة أن تستفيد من جهود كل أبنائها وبناتها. وللمرأة مكانها تحت دولة القـرآن في وظائف التعليم بمراحله لبنات جنسها، والتطبيب لهن، وسائر الأنشطة الاجتماعية، وغيرها مما لا يتنافى مع الحشمة والأخلاق والعفة والتقوى.

لكن أن تَملأ النساءُ دواوين الحكومة مختلطاتٍ بالرجال،متبرجات مختليات بالرئيس والمرؤوس، عاقدات المواعيد التطبيقية لما يشاهد في الأفلام الخَلاعية! هذا منكر.

وأن يترك الأطفال للخادمة ولمراكز الحضانة تُطعمهن الأيدي الأجيرة طعام الحرمان العاطفي! هذا ضياع لأجيال نريدُها مُفعَمةَ الجسم بفتوة لا تنشأ إلا بثدي الأمهات، عامرة القلب بإيمان فطري لا تتأهل للحفاظ عليه وتأسيسه إلا رحمة الأمهات، متوثبة الهِمة إلى معالي العزة بالله والعزة للأمة، عزةٍ لا يمكن أن تتولد في أحضان الخادمة ومراكز الحضانة وشارع البؤس.



إننا وإياهم، أعني وُكلاء الحضارة الجاهلية بين ظهْرانَيْنا، في صراعِ قِيَمٍ، أينا ينجرف وينهزم. وقد ربحوا أشواطا. وهم اليومَ يسلحون هجمة شرسة على ثغر عزيز من ثغور الأمة يحشُدون خيل الغَواية ورَجلَ التطورية ليُجهزوا على ما تَبَقَّى من حصونه: المرأة المسلمة.
من عجائب الموافقات أن أوجست كونت الفيلسوف الوضعي الفرنسي رائد "علم" الاجتماع له رأي حصيف في صون المرأة عن الابتذال في العمل خارج البيت. يرى واجبا مقدسا على الرجل أن يكفيها نفقاتها لتتفرغ لإسعاد أهل بيتها.ويرى أن على الهيئة الاجتماعية أن تكفُلها في مادياتها الكفالة التامة. إنه فيلسوف تطوُّري لا يُنْفِقُ من حضارته إلا كلمة منه إليه لدحض رأيه هذا: فكر تجاوزه الواقع!

ولبرتراند روسل، الفيلسوف الإنجليزي المعاصر -هلك منذ قريب- هذه الكلمة في حق المرأة العاملة التائهة الزائغة باستقلالها الاقتصادي. قال: "إن الأسرة انحلت باستخدام المرأة في الأعمال العامة. وأظهر الاختبار أن المرأة تَتَمَرَّدُ على تقاليد الأخلاق المألوفة، وتأبى أن تظَلَّ أَمَةً لرجل واحد إذا تحررت اقتصاديا". أي عدو للمرأة هذا! أم أي ناصح لمن يلتقط الحكمة!



إن المسلمين مسافرون على قطار الإنسانية، لا يمكن أن يَقِفوه ليبنوا لأنفسهم سِكة إلا أن يُعدوا القوة على المدى البعيد. وفي أثناء الإعداد نرى تطور الاقتصاد ووسائل الإنتاج من مَكْنَنَةٍ وروبوط وإعلاميات، ويخلق ما لا تعلمون، تجري بالبشرية إلى تقليص أوقات الشغل على العاملين والعاملات. وهم منذ الآن يحسبُون لوقت فراغ الناس فيم يوظف، لا يهتـدون إلى غير الإجازة والمرح والسياحة. ونحن إلى تحرير المرأة من الشغل الفـاتن يجب أن نُخطط، وعندئذ يُطرَحُ عليها الاختيارُ بين الدنيا والآخرة وهي خارجَ قبضة الحاجة والفاقة والتمثل "بكرامة المرأة العاملة" واستقلالها المزعوم.

قال سيد قطب رحمه الله في كتابه "معالم في الطريق": "حين تتخلى المرأة عن وظيفتها الأساسية في رعاية الجيل الجديد، وتُؤْثِرُ هي -أو يُؤْثِرُ لها المجتمع- أن تكون مضيفة في فندق أو سفينة أو طائرة! حين تنفق طاقتها في "الإنتاج المادي" و"صناعة الأدوات" ولا تنفقها في "صناعة الإنسانية"! لأن الإنتاج الماديَّ يومئذ أغلى وأعز وأكرم من "الإنتاج الإنساني"، عندئذ يكون هذا هو "التخلف الحضاري" بالقياس الإنساني أو تكون هي "الجاهلية" بالمصطلح الإسلامي!



قال رحمه الله: "وقضية الأسرة والعلاقات بين الجنسين قضية حاسمة في تحديد صفة المجتمع متخلف أو متحضر جاهلي أم إسلامي".

خطابٌ حي من يَراعٍ حي. ويبقى ما يكتبه الشهداء رمادا خامدا هامدا إلا أن تستثير منه همم الأحياء بالحياة الدنيا شرارةَ الفعل، وحافز القومة، وروح الاستشهاد. "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياءٌ عند ربهم".[3]


__________

[1] سورة الأحقاف، الآية 14.

[2] سورة الإسراء، الآيتان 23-24.

[3] سورة آل عمران، الآية 169




م
ن
ق
و
ل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
samir2007
المدير العام
المدير العام
samir2007


عدد الرسائل : 220
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 03/02/2007

المرأة والعمل Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة والعمل   المرأة والعمل Icon_minitimeالخميس مارس 01, 2007 5:20 am

جزاك الله خيرا اختي حسناء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://essabilmedia.editboard.com
hasnaa
مشرفة منتديات السبيل الاسلامية
مشرفة منتديات السبيل الاسلامية



عدد الرسائل : 49
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 12/02/2007

المرأة والعمل Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة والعمل   المرأة والعمل Icon_minitimeالإثنين مارس 19, 2007 9:50 am

بارك الله فيك أخي شكرا على المرور الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المرأة والعمل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى :: منتدى المرأة :: قسم نساء السبيل-
انتقل الى: